في ظل الأزمات ، يُسابقُ المطورون الزمن خلف الكواليس لابتكار حلول مبتكرة تساعد الشركات على تغيير مسارها وتجاوز العقبات
حين ضربتْ جائحة كورونا (كوفيد-19) الولايات المتحدة الأمريكية، سرعان ما تغير نشاط مصانع «كارهارت» من صناعة ملابس العمال التي تتسم بمتانتها إلى تجهيز الأقنعة والمعاطف والمهمات الطبية.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تُجري فيها «كارهارت»، التي يعود تاريخ تأسيسها بصفحات التاريخ لنحو 131 عاماً، تحولاً جذرياً في نشاطها؛ فقد سبق للشركة، المتخصصة في صناعة المهمات الواقية التي يرتديها العمال في ولاية ميشيغان، شراء مَحلجاً للقطن أثناء الحرب العالمية الأولى حتى تتمكن من صناعة السراويل “الكاكي” ليرتديها الجنود الأمريكيون، ثم اتجهتْ إلى صناعة ملابس الأدغال ليرتديها مشاة البحرية الأمريكية “المارينز” الذين يقاتلون في المحيط الهادي أثناء الحرب العالمية الثانية، فضلًا عن صناعتها ملابس للنساء اللاتي كُن يعملن في المصانع على الجبهة الداخلية.
ولكن في هذه المرة، الأمر مختلف تماماً، ذلك لأن شركة «كارهارت» تمتلك أداة جديدة تساعدها على تحقيق النجاح في خِضم الجائحة، ألا وهي عشرات من المطورين ذوي الخبرات الواسعة.
مع تطبيق الحظر والبقاء في المنازل وإغلاق المتاجر والمكاتب في شهر مارس لمنع تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)، تمكن مهندسو البرمجيات لدى «كارهارت» من الانتقال بسلاسة إلى نظام العمل عن بُعد مع ابتكار برامج ولوحات معلومات جديدة لمساعدة الشركة على اتخاذ قرارات تتعلق بأنشطة التوزيع والتعامل مع السيل المفاجئ من الطلبات عبر الهاتف والإنترنت؛ مما يُسلط الضوء على أحد الاتجاهات القوية: وهي قيام الشركات جميعها وبمختلف أنواعها بإضافة عملية تطوير البرمجيات إلى غرف القيادة بها، حيث يعمل أكثر من نصف مُهندسي البرمجيات على مستوى العالم، ممن يبلغ عددهم 20 مليون مهندساً، خارج قطاع التكنولوجيا بُغية ابتكار حلول مبتكرة لمساعدة أنشطة الأعمال على تحقيق الازدهار.
فالشركات التي تتمكن من التخلص من حالة الجمود وتساعد المهندسين على تحقيق “تسريع وتيرة كفاءة المطور ” تُبلي بلاء حسناً في زيادة عائداتها من خلال الابتكار الفعال الذي من شأنه رفع تلك العائدات إلى خمسة أضعاف مقارنةً بالشركات الأخرى التي لا تقوم بهذه الخطوة ، وذلك وفقاً لما أوردته دراسة حديثة أجرتها «ماكينزي». كما تحقق هذه الشركات عوائد تزيد على نسبة 60% ، وهوامش تشغيل أعلى بنسبة 20% مقارنةً بغيرها، فضلًا عن تحقيق نتائج أفضل على مستوى رضا العملاء ورؤية العلامة التجارية وإدراكها.
يعتبر مؤتمر مايكروسوفت السنوي Build conference )) والذي عقد هذه السنة بطريقة افتراضية كلياً أحد أهم العوامل التي تساعد المطورين على زيادة الإنتاجية وتحقيق المزيد من الإنجازات ، وقد أضفت دراسة لـــ «ماكينزي» إلى أن أهم العناصر المساعدة للمطورين تتمثل في اتاحة الأدوات ، وثقافة بيئة العمل ، وإدارة المنتجات والمواهب العاملة.
يوافق على ذلك المهندس جو هاجرتي، عالم البيانات الذي يقضي نحو 80% من وقته في كتابة الأكواد البرمجية لتحويل البيانات إلى رؤى قابلة للتطبيق؛ حيث يقول “بحكُم إني شخص مفوض من شركة «كارهارت» ومحل ثقتها، أستطيع القول بأن هذا هو المُحرك الأساسي لنجاح جميع الأهداف المرجوة. فعندما تواجه عقبات، يتعين عليك بذل المزيد من الوقت والجهد لكي تتمكن من التوصل إلى الكيفية التي تتفادى بها هذه العقبات. نجحت الشركة في تمكيني لحشد وتسخير الموارد التي أريدها، الأمر الذي كان بمثابة عاملًا رئيسياً لإنجاز المشاريع بشكل أسرع”.
ومن بين المشاريع التي كانت مفيدة أثناء الجائحة مشروع يسمى “” Market Attack ، وهو عبارة عن أداة للذكاء الاصطناعي نجح المهندس جو هاجرتي وزملاؤه في تأسيسها على منصة مايكروسوفت أزور السحابية ، فقد نجح الفريق في تطويع هذه الأداة لمساعدة فرق المبيعات لدى «كارهارت» على تحديد الأسواق المحلية المراد استهدافها ووضع استراتيجيات متنوعة لمساعدة عملاء مبيعات الجُملة في كل مجال من المجالات على تخطي الأزمة بنجاح. وتضم هذه الأداة مجموعة من البيانات، والتي منها تأثير إغلاق المتاجر على المبيعات، إلى جانب مساعدة «كارهارت» على التنبؤ بمشهد العرض والطلب لكل سوق على حدة.
فقبيل أن تضرب جائحة كورونا (كوفيد-19) السواحل الأمريكية، طرح كايل فالاد، كبير مهندسي البيانات لدى «كارهارت»، تطبيق جديد أنشأه في غضون شهرين ، وذلك من خلال استخدام الخدمات التي يتم إدارتها عبر منصة مايكروسوفت أزور السحابية لمساعدة فريق خدمة العملاء لدى الشركة على جمع المعلومات على نحو أسرع عبر نظام موحَّد ، من شأنه تقليل الوقت المنقضي لهذه العملية بنسبة 15%. وقد حصد هذا الأمر ثماره في حينها تماماً ، إذ ساعد على إدارة كماً هائلاً من اتصالات العملاء منذ أن أغلقت المتاجر أبوابها، وبدأ المستهلكون في الشراء مباشرة من «كارهارت» ، علماً بأن هؤلاء المستهلكين معظمهم عمال يضطلعون بمهام تعتمد على مجهوداتهم البدنية.
وفي هذا السياق ، يوضح المهندس كايل فالاد قائلاً “إننا نستمدّ الأفكار من فرق دراسة العملاء ونتماشى معها، الأمر الذي كان بمثابة أحد أهم العوامل التي كان لها عظيم الأثر للنهوض بشركة «كارهارت» ، فقد كان سبباً في تحقيق الشركة مزيداً من النجاح”.
تحوّل «كارهارت» إلى صُنع مهمات الوقاية الشخصية
منذ العام الماضي ، شرعتْ «كارهارت» في استخدام خدمة Azure Data Lake (مجمع بيانات آزور)، الأمر الذي أتاح لكل من “هاجرتي” و”كايل فالاد” تسجيل الدخول من أي مكان وبأي حاسوب للوصول الآمن للإعداد الافتراضي للآلات والأجهزة، بما في ذلك جميع الأدوات التي يحتاجونها مثل Visual Studio Code (كود الاستوديو المرئي) لتطوير البرمجيات. ويشير المهندس هاجرتي إلى أن العمل “أصبح بالفعل أفضل” منذ أن أتاحتْ الشركة للموظفين فرصة العمل من منازلهم في شهر مارس.
فعلى سبيل المثال، لم يعد لزاماً على الموظف الحضور في الموعد للانتقال من اجتماع إلى آخر، وهو ما قد يستغرق 10 دقائق سيراً على الأقدام للانتقال بين المباني الثلاثة في المقر الرئيسي لـ «كارهارت»؛ فقد صار بإمكانه بدء مكالمات الفيديو وإنهائها باستخدام تطبيق Microsoft Teams(مايكروسوفت تيمز) مع استخدام جميع المستندات والعروض التقديمية التي يحتاج إليها بالفعل أثناء استخدام البرنامج، الأمر الذي يمنحه على حد قوله مزيداً من الوقت للتواصل مع الزملاء والآخرين.
في السياق نفسه ، يوضح جيك فارغيز، المؤسس المشارك ورئيس قسم التكنولوجيا لدى شركة Opti3، أنه من مُحبي “النهج القديم”، حيث لا يفضل حل إدارة العمليات عن بُعد ، بل يفضل على ذلك الذهاب إلى مقر الشركة كل يوم لمساعدة العملاء، بدءاً من شركات النقل وصولاً إلى مديري المباني التجارية، ولكنه حالياً بسبب الأوضاع الراهنة يعمل من شقة مفروشة في وسط مدينة سياتل مستمتع بمنظر شمال غرب المحيط الهادئ في الخلفية ويشمخ ظاهراً أيضاً برج “سبيس نيدل” المعروف في سياتل وبرفقته كلبين إلى جواره، حيث يفيد فارغيز باندهاشه بهذا الشعور المتواصل بروح التنسيق بين المطورين، بعد أن صاروا يعملون جميعاً من منازلهم ويتقابلون افتراضياً.
ويستطرد فارغيز قائلاً “قد لا يتبادر إلى ذهنك استخدام تطبيق Microsoft Teams كأداة لعمل المطورين، لكني أفعل ذلك بالتأكيد. لقد نجح تطبيق Microsoft Teams في إزالة العوائق التي تحول دون التعاون والاتصال بين العاملين. والآن أصبح هذا التطبيق بمثابة المنصة المُفضّلة للتواصل، وسوف تظل كذلك حتى عند عودتنا جميعاً للعمل من المكتب”.
أصبح عمل المهندس جاك فارغيز أكثر طلباً وتسارعاً تزامناً مع تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19). وقد ساعدتْ شركة Optio3 شركة C&S Wholesale Grocers ، أكبر موزع لمتاجر البقالة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تمتلك أكثر من 3000 شاحنة، على اكتساب معرفة دقيقة بعملياتها وأنشطتها. فإن انخفاض مستوى بطاريات الشاحنة أو تعطل المنتج في مساره إلى أحد المستودعات، قد يعني إهدار نصف مليون دولار من قيمة الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية ، وهي أنباء سيئة في الأوقات العادية ، فما بالك بأوقات عصيبة في مثل هذه الأزمة التي يتهافت فيها الناس على شراء الأغذية، خاصة مع بدء بعض الولايات خلال الأشهر الأخيرة بإصدار أوامر الحظر والبقاء في المنزل.
يستخدم فارغيز وفريقه المتحمسون لغة برمجة مايكروسوفت المفتوحة المصدر TypeScript ، بينما يستخدمون منصة GitHub كمستودع لهم لابتكار وتخزين الأكواد البرمجية، التي يطلق عليها فارغيز “أهم المخرجات أو النتائج” لشركة Optio3.
مُضيفاً “إن GitHub يعتبر بمثابة المستودع الذي أضع قيمتي الأكثر جدارة به ، لذلك كان عليّ أن أعرف أن هذا المستودع جدير بالثقة ويتسم بالأمان ، وأن جميع أعضاء الفريق الآخرين ممن أحتاج إلى تكاملهم إلى جانب الأكواد البرمجية الخاصة بي سوف يكون لديهم حق الوصول إليه”.
يستخدم مطورو شركة Optio3 كل من خدمات وخرائط منصة أزور من أجل دعم الحل السحابي الذي وضعوه فوق الألواح الشمسية والبوابات الرافعة الموجودة بالشاحنات، الأمر الذي يوفر توصيات صيانة متقدمة للمساعدة في التأكد من أن شاحنات شركة C&S مهيأة على أفضل حال قبل مغادرتها لمركز التوزيع في اتجاهها إلى متجر البقالة.
ويوجز فارغيز هذه المزايا قائلاً “إن كل ما يدور في هذا المحور والمجال يمثل أمراً وقائياً واستباقياً، فبمجرد خروج الشاحنة من مقرها يكون الوقت بالفعل قد مضى ولم يعد بالوسع فعل أي شيء”.
قد أدت جائحة كورونا (كوفيد-19) إلى ميلاد مشروعٍ جديدٍ من نوع مختلف تماماً أسَّسه كل من جيف دورتشستر وديون جونزالس، المؤسسان الشريكان في تطبيق الصحة النفسية “iRel8” في كولورادو.
كانت الشركة تعمل بالفعل مع مؤسسة All Clear Foundation على مشروع غير مسبوق عبر منصتهم، والذي صُمم خصيصاً لمُسعفي الطوارئ، عند تفشي جائحة كورونا (كوفيد-19) “المشؤومة”، على حد وصف ديون جونزالس. فمع ظهور حالة طارئة جديدة، طلب كلا المؤسِّسان المساعدة في الحصول على تطبيق ResponderRel8 فور الانتهاء من تأسيس المشروع، وتم إطلاقه في شهر أبريل لمنح العاملين في الخطوط الأمامية فرصة مناقشة النجاحات والإخفاقات التي مروا بها أثناء علاج المرضى بالفيروس، دون الكشف عن هوية المصابين.
وسرعان ما أضاف دورشستر رئيس المطورين بالشركة ، قسماً خاصاً بالجائحة على تطبيق iRel8 الرئيسي لمنح المستخدمين حول العالم منصة للتشارك والبحث في كيفية التعامل مع الأزمة.
وصرح دورشستر بهذا الصدد قائلاً “يكمن النجاح في الطريقة التي استخدمناها لتنظيم التعليمات البرمجية من أجل مرورها عبر قنوات مختلفة وكذلك لإنشاء ونشر تطبيق (label app) القائم على منصة أزور في كوننا نمتلك فعلياً البنية الأساسية اللازمة للإسراع في عملية التحول عند الحاجة لمواجهة مثل هذه المواقف ، مع العلم كان سير العمل الشامل لكل أعضاء الفريق استثنائياً للغاية”.
في وقت متأخر من إحدى الليالي، سجل غونزالس الدخول إلى تطبيق Visual Studio Live Share وكان مندهشاً بما شاهده: كان المطورون المضطلعون بمشروع iRel8 داخلياً وخارجياً يعملون جميعاً على نفس الأكواد البرمجية في نفس الوقت من أنحاء مختلفة حول العالم، وبتواتر مستمر مع اختبار عمل بعضهم البعض.
ويقول غونزالس بهذا الشأن “أنا لستُ مطوراً ، ولكنني كنت أستمتع وأنا أشاهد كل ما يجري من عمليات برمجة ومحادثات متعلقة بها ، والجميل في الأمر أن كل ذلك يدور في كل مكان ويحدث مباشرةً خلال الوقت الفعلي”.
ويضيف غونزاليس أن الأدوات التي مكنت جيف دورتشيستر من تطوير منصة للمسعفين الأوائل الآن سوف تساعد الشركة في “التكيف مع أي شيء جديد قد يبدو طبيعياً في فترة مواجهتنا للجائحة. فقد بدأت الحياة تعود في مختلف الدول وفي أوقات مختلفة ، والوضع الذي يعد طبيعياً الآن قد لا يكون مناسباً في غضون ستة أشهر، ولكننا سوف نتمكن على كل حال من التكيف بسرعة لتلبية هذه الاحتياجات أياً كانت الظروف الطبيعية الجديدة في تلك المرحلة”.
وبحسب موقع Stack Overflow، كانت جين ويلبورن إلى جانب نحو 80% من زملائها في مجال الهندسة من مختلف أنحاء العالم يعملون بالفعل من منازلهم بمبدأ ثقافة “العمل عن بُعد أولاً” ، وذلك عندما أغلقت الشركة الأم مقرها في نيويورك مكاتبها العالمية في شهر مارس الماضي وأخطرت بقية موظفيها بالانضمام إليهم للعمل عن بُعد.
عندما بدأت ويلبورن عملها على موقع Stack Overflow في عام 2018 كمطورة جديدة في أول وظيفة لها، كانت تعمل بالبرمجة عن طريق استخدام برنامج Visual Studio من شقتها في مدينة سياتل مع فريق ينتمي إلى بلدان وثقافات مترامية الأطراف حتى الشرق الأقصى ، وبسبب هذه النقطة دارت شكوك حول عدم حصولها على القدر الكاف من التوجيه والمساعدة. غير أن خبرتها في تأسيس التواصل الجيد التي تتمتع به الشركة ساعدها في الانضمام إلى أحد أكبر المشاريع التي تم تكليفها به ، ألا وهو جعل الموقع أكثر ترحيباً. تأسس موقع Stack Overflow منذ 12 عام باعتباره منتدى للمهندسين ذوي الخبرة الواسعة، ولكن الخصائص الديموغرافية للمستخدمين الذين يأتون لطرح الأسئلة والحصول على المساعدة تتعلق بتحديات البرمجة أصبحت منذ ذلك الحين أكثر تنوعاً.
لقد أثبت مشروع ويلبورن أهمية خاصة مع اضطرار المزيد من المبرمجين للعمل عن بُعد في مختلف أنحاء العالم في ظل الجائحة، الأمر الذي حثهم على طلب المساعدة من بعضهم البعض عبر الموقع.
وقد ذكرت ويلبورن في حديثها قائلة “نرغب في التأكد من أن مجتمع المطورين يتغير ، ومعه يتغير الموقع الذي من شأنه تقديم المساعدة لتمكين الناس ، فإننا نعمل على إيجاد طرق تساهم بدورها في عملية تسهيل هذا الأمر ، وذلك من خلال تطوير واجهة مستخدم جديدة تساعد المستخدمين على طرح الأسئلة بالطريقة الصحيحة، وقد تمثلت ثمرة ذلك العمل عبر تحقيق معدل استجابة أفضل”.
وتابعت أن فريقها نجح في إنشاء أشرطة جانبية ترحب بالأشخاص الذين يزورون الموقع على إطار برمجيات NET Core من مايكروسوفت ، لتمنحهم إرشادات أفضل حول كيفية استخدام الموقع ، “لذلك حتى لو لم يكونوا على دراية بعد بموقع Stack flow ، لايزال بوسعهم المشاركة بفاعلية والحصول على إجابات عن أسئلتهم”.
يوضح هذا النوع من الإبداع أن مطوري القيمة بمقدورهم إثراء الشركات العاملة في مختلف الأنشطة والمجالات من أجل مساعدتها على الازدهار والتطور وإعادة تشكيل نفسها خلال الأوقات العصيبة.
إن الدور الذي لعبه كايل فالاد كمهندس برمجيات هو في الواقع أمر ما كان ليتصوره جده العظيم هاملتون “هام” كارهارت. ففي عام 1889 اشتملت الأبحاث والتنبؤات السوقية في «كارهارت» على التحدث المباشر مع عمال السكك الحديدية لمعرفة ما يحتاجون إليه وما يستطيع إنتاجه باستخدام ماكينتي الخياطة ــ وهي عملية تستنزف الوقت والجهد ، إضافة إلى أنها غير دقيقة.
يقول كايل فالاد “لقد كتبنا برنامجاً للتنبؤ التلقائي بعدد قطع الملابس التي ينبغي علينا صناعتها، باستخدام التعلم الآلي وعلوم البيانات الأخرى التي لها وقع السحر، إلى جانب الطاقة والبديهة البشرية. فكان علينا أن نؤدي مجموعة كبيرة من الأعمال التحضيرية، وذلك لوجود العديد من التقنيات الجديدة في عالم البيانات، ولقد منحتني شركة «كارهارت» الوقت اللازم لتحقيق هذه الغاية”.
“وكانت النتيجة في غاية الروعة، والجميع يشعرون بروح الحماس العالية”.